بعد العطل الذي أصاب فيسبوك وادى إلى توقفه عن العمل لعدة ساعات والذي قالت الشركة إنه حصل خلال أعمال صيانة روتينية، حين أصدر مهندسوها عن غير قصد أمرا أدى إلى فصل بيانات فيسبوك عن الشبكة الرئيسية.
ماهي اسباب اعطال الانترنت؟
اتضح أن ما حصل ليس حادثا عرضيا يقع لمرة واحدة. حيث يتوقع الخبراء أن هذه الخدمات سرواله مشكلات اكثر مع ارتفاع تواتر الانقطاعات على نطاق واسع.
وبحسب لوك ديريكس، كبير المسؤولين التقنيين في منصة “داون ديدكتور”على الإنترنت “أحد الأشياء التي لاحظناها خلال عدة سنوات ماضية هو الاعتماد المتزايد على عدد صغير من الشبكات، ونشر الشركات كمية كبيرة من المحتوى على الإنترنت”.
ويعمل ديريكس وفريقه في “داون ديدكتور” على مراقبة خدمات الويب والمواقع الإلكترونية بحثا عن أي عطل أو خلل.
ومما توصل اليه الفريق ان الانقطاعات المنتشرة التي تؤثر على الخدمات الرئيسية أصبحت أكثر تواتراً وخطورة.
يويرى ديريكس أن السبب في ذلك هو “عند حدوث مشكلة في أحد هذه المواقع، أو أكثر، فهي لا تؤثر عليها فقط
بل على مئات الآلاف من الخدمات الأخرى المرتبطة بها. فيسبوك على سبيل المثال، يُستخدم الآن لتسجيل الدخول إلى مجموعة من الخدمات والأجهزة المختلفة، مثل أجهزة التلفزيون الذكية”.
وتابع ديريكس “ولهذا لدينا هذا النوع من” أيام الشلل” على الإنترنت، والتي تحدث الآن. شيء ما يتعطل، فترانا جميعا ننظر إلى بعضنا البعض متسائلين: حسنا! ما الذي سنفعله الآن؟”.
اعطال كبيرة في خدمة الانترنت
بعد حدوث سلسلة من الانقطاعات المتكررة للخدمة خلال السنوات القليلة الماضية وأثناء الانقطاع شعر النــ.ـاس بالتأكد في مرحلة ما بالقلق من أن يكون هذا ناتج عن نوع من الهجوم الإلكتروني، الذي قد يخترق معلوماتهم الشخصية.
لكن من وجهة نظر الخبراء فان الأمر في أغلب الأحيان يعود إلى أخطاء بشرية صغيرة، إلا أنها يمكن أن تزداد من خلال الطريقة التي يتم بها ربط الإنترنت بمجموعة من الأنظمة القديمة المعقدة.
وبحسب البروفيسور بيل بوكانان العالم المختص بالإنترنت “الإنترنت ليس الشبكة الموزعة واسعة النطاق التي حاولت صنعها وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (واضعة أسس إنشاء الانترنت)، لتكون قادرة على الصمود حتى لو حصل هجوم نووي على أي جزء منها.
وتابع قائلا “البروتوكولات المستخدمة حاليا هي التي صيغت بشكل أولي عندما وصلنا أول مرة أجهزة الكمبيوتر المركزية مع المحطات المزودة. ووجود خلل واحد في البنية التحتية الأساسية يمكن أن يؤدي إلى تعطل كل شيء”.
كما اوضح البروفيسور بوكانان أن إدخال تحسينات لجعل الإنترنت أكثر مرونة ممكن، لكن العديد من أساسيات الشبكة باقية سواء كان ذلك للأفضل أو الأسوأ.
ويقول “الأنظمة تعمل بشكل عام. ولا يمكنك إيقاف تشغيل نظام إنترنت معين ليوم واحد لتحاول إعادة تشكيله”.
كما يعتقد البروفيسور بوكانان أننا بحاجة إلى إجراء تحسينات على طريقة تخزين البيانات ومشاركتها بدلا من محـ.ـاولة إعادة بناء أنظمة وهيكل الإنترنت، ومالم يحدث ذلك فهناك خطر بالتعرض لمزيد من الانقطاعات الجماعية في المستقبل.
يرى خبراء إن الإنترنت أصبح مركزيا للغاية، وهناك الكثير من البيانات التي تأتي من مصدر واحد بالرغم من ذلك هناك جانب إيجابي. فرغم أن الانقطاعات الكبيرة للإنترنت تؤثر على حياة المستخدمين وعمل الشركات
إلا أنها يمكن أن تساعد في تحسين مرونة الإنترنت وخدمات الويب بشكل عام.