في نهاية مسلسل الزند لا بد من الاشادة بصناع هذا العمل من نص و انتاج واخراج وتصوير وتمثيل الجميع كانوا رائعين دون استثناء واخص بالذكر المبدع تيم حسن والاسطورة فايز قزق
نهاية مسلسل الزند
اما عن قصة المسلسل فإنني ارى انه يمكن اسقاطها على الواقع في أي زمان ومكان
فالقصة توضح أن الحسد والغيرة هم اساس الخلاف بين الاصدقاء والتي تصل لمرحلة الكره الشديد فقط لمجرد التميز والنجاح
واي نجاح او انجاز يحتاج الى الكثير من التضحية والمغامرة و ان تحقيقه لا يتطلب المثالية المفرطة في الاساليب !!
وان الخيانة موجودة دائماً ولا يوجد اخلاص كامل وان الظروف تفرض على الانسان خيارات هو بالاساس لا يريدها
ولكنه يسير بها لانه لم يكن له خيار اخر .. وان فن الحرب هي صفة متلازمة مع ناجح يجب عليه ان يتنقها سواء كان عسكري او مدني او سياسي ..
شخصية عاصي الزند لم تكن شخصية فلاح بسيط فقد كان دقيق المللاحظة و الاكثر ذكاء ودهاء بين جميع الشخصيات
فقد استطاع ان يكشف عدة امور لم يستطع احد اكتشتافها قبله وهذا اهم سبب في جعله قائدا على جميع اصدقائه ..
ونلاحظ من سياق المسلسل أن عاصي الزند كان اكثر ادراك للحياة السياسية من رفاقه
حيث لم يتطلع لمحاربة الامبراطورية العثمانية بعدد قليل من المزارعين والسلاح لان مصيرهم الموت المؤكد
رغم محاولات صديقه خليل و الكثير من المزارعين ، بل واكد لاصدقائه ان محاربة السلطنة واسقاطها هو لعبة اكبر منهم بكثير وعليهم ان يفكروا كيف يدبرون امورهم المعيشية ليعيشوا بسعادة ويتعايشوا مع الواقع !!
كرر عاصي الزند اكثر من مرة بأن الانسان عندما يكون فقير هو مستعد للمخاطرة بحياته
وانه عندما يصبح غني ويكتروا مصرياته يخاف على حياته اكثر وهذا واقع من ازل الدهر حتى اليوم ..
يؤكد المسلسل ان القادة تختلف على بعض الامور ويمكن ان تتفق بأمور اخرى …
وانهم مستعدين للتضحية باتباعهم دون اي اهتمام وهذا ما اكده مشهد قتل وكيل الباشا
وفي المشهد الذي يليه كان اجتماع عاصي مع الباشا من أجل عملية الاغتيال التي تعتبر هدف استراتيجي مهم لدرجة ان الباشا لم يسأل عاصي عن الوكيل الذي افنى عمره في خدمته ،،، ولم يطالب بالافراج عنه !!
وبالنهاية فإن الواقع واساليب الحياة والنجاح واحدة مهما تبدلت الازمان والظروف
وان اي نجاح او انجاز يحتاج الى قائد مبادر منضبط يملك من الحنكة والذكاء والارادة
ما يميزه عن غيره يتعرض خلال مسيرته للكثير من الضغوط والتضحيات والتي عليه اجتيازها بكل ارادة و ثقة بالنفس وبالطرق التي اختارها …