Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الفن

هل قصة عاصي الزند حقيقية وماعلاقته بأبو علي شاهين الفهد ؟

انتشرت مؤخرا اخبار حول قصة مسلسل عاصي الزند وان احداثه مستوحاة من قصة واقعية حدثت في القرن الماضي

مسلسل الزند من الفهد إلى الذئب

بلا شك المسلسل يبدو جميل  تيم حسن وكعادته يخلق حالة خاصة مستقلة تنسجم مع الشخصية عاصي وروعة التصوير والإخراج أداء متكامل من الممثلين

المسلسل مستوحى من قصة واقعية حدثت في القرن الماضي مع تغيير في التفاصيل حول الشخصية الرئيسية

وأهم ما تم تغييره وتحويل إسم الفهد إلى الذئب…  أبو علي شاهين الفهد الى  عاصي الزند الذئب

#البطل أبو علي شاهين”الفهد”

أبو علي شاهين هو رجل فلاح من قرية سيغاتا الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مصياف

كان يعمل مرابعاً عند الإقطاع وبسبب سنين المحن لم يستطع أن يدفع للإقطاعي حصته من المحصول لأن الأرض لم تنتج بسبب قلة وشح المطر…

وأرسل الإقطاعي حارس أملاكه لكي يجلب حصة الاقطاعي
من أبي علي شاهين

وجرت مشادّة كلامية بين الحارس وأبي علي شاهين تبجح فيها الحارس بكلام بزيء للغاية

وأثار ذلك غضب أبو علي شاهين الذي لم يستطع أن يسكت على
الإهانات التي وجهت إليه وتشاجر مع الحارس…

وبعد قليل أتت دورية الدرك والاقطاعي واقتيد أبو علي شاهين إلى المخفر حيث أذاقوه أشد أنواع العذاب

فبعد أن شدوا وثاقه ضربوه بكعب البندقية وأدخلوا المسامير في رأسه وسالت الدماء من رأسه

ولكنه استطاع أن يهرب من السجن وذهب إلى بيته واصطحب بندقيته وما تيسر من خرطوش

واتجه نحو البراري معلناً في هذه اللحظة معركة التمرد وحيداً على الإقطاع والدرك

وخاض معهم فصول اسطورية من القتال الفردي
واستطاع ان يدب الذعر والخوف في نفوسهم…

قاتل وحيداً وعاش وحيداً ومات وحيداً شهيداً مدافعاً عن أرضه وعرضه وقبل كل شيء عن كرامته.

في أحد أيام العام 1949 وبينما كان أبو علي شاهين يستريح في منزل خاله قام أحدهم بالتبليغ عنه:

روايات تقول أنه الخال وروايات تقول أنه خادم الخال فعلها دون علم سيده ، على كل حال من سلم أبو علي لا يمثل إلا نفسه.

وطبعاً عائلته ومعارفه بريئة من هذا العمل الشنيع المخزي.

سلموه مع غروب الشمس لم يكن يتوقع أن اليد الآثمة التي سلمته هي سكين الخيانه ..التي انغرست في ظهره بيد الذين تربطه بهم صلة الرحم والدم….
كبّلوه بالسلاسل وطارت الأخبار من السجن… عذبوه اقتلعوا أظافره وكووا جسده بالنار

وفي ساعة مبكرة من صباح يوم ندي و  اللاذقية ماتزال غافية تحت خدر ضباب خفيف علقوه في ساحة الشيخ ضاهر..

وكانت مصياف وعين الكروم وغيرها تتبع محافظة اللاذقية ولم يطلب شيئاً وغفا هو الآخر على كتف الفجر البارد صبيحة يوم من أيام 1949 تجمع الناس حول الجسد المصلوب

وخلافاً لماهو مكتوب على صدره قرأ القليل من الناس: لقد تمرد ومات من أجل الحرية والأرض.

كتب عن أبي علي شاهين كتَّاب كثر منهم الكاتب الكبير والشاعر الراحل ابن منطقته ممدوح عدوان ” من قيرون ـ قرب ديرماما” مسرحيته الشهيرة “المخاض”

ومنهم الروائي السوري حيدر  حيدر ابن قرية “حصين البحر” في طرطوس

الفهد : أبو علي شاهين

قصة الفهد صدرت ضمن مجموعة حكايا “النورس المهاجر” لحيدر حيدر ثم صدرت برواية مستقلة تحمل نفس الاسم وهي من أجمل ما كتب في الأدب السوري في هذا المجال.

ليتم تمثيلها لاحقاً في فيلم سينمائي من إخراج نبيل المالح
حيث قام بدور أبو علي شاهين الفنان الفلسطيني أديب قدورة وبدور زوجته شفيقة الفنانة “إغراء” يتهم البعض هذا الفيلم بأنه أساء للبطل شاهين ولم يؤدي الغرض

مقتطفات من رواية الفهد:

يتساءل الروائي حيدر حيدر في رواية الفهد
لماذا لم يُنصرُ شاهين؟ ! “وهو الذي انتضى سيفه
وصاح خارجاً من ظلام القرون من سجون المهانة الطويلة مبشراً بالطوفان وماكان يبغي مجداً
هو الذي لم يسرق فقيراً ولاأهان فلاحاً ولاسطا على القرى الآمنة
فلماذا ظل وحيداً؟!
نعم ظل وحيداً واستكان غيره للرضى الكاذب منذ قرون هذه الهامات التي تزرع الأرض التي لاتملكها وتمضغ خبز الشعير والذرة والتين اليابس
وما تدره الضروع ماضغة معها ذلها الدهري
من قصيدة في مقدمةالرواية
“طالعاً من جسد الأرض
عابراً في نسغ الصنوبر
ماراً فوق جراح البشر
هاجر
كنورس البحار الذي لاوطن له ”

وهذا مقطع حواري بين أبو علي شاهين وأحد افراد القرية
– سيغاتا((قرية ابو علي شاهين) صارت خرابة ياشاهين
والقرى هجروها سكانها
– الدرك غرباء ونحن أهل يادرغام
– الأرض ماعادت تحمل أوزارك أما انت أو القرى؟
– يسخر ابوعلي من ضرغام هل انت جاد فيما تقوله؟
– نعم اناجاد اما أنت اونحن
– تسألني عن التعب انت وهم ماذا تعرفون عن التعب والجوع
والبرد والخوف؟
انت وهم لكم بيوت واطفال ونساء واراضي تزرعونها؟ تقول
انني وزر هذه القرى والذين يسرقونكم في الصباح والضحى والأماسي الذين يأكلون
دجاجكم وسمنكم ويدخنون اجود تبغكم ثم يسوقونكم نحو المخافر كما تساق الكلاب يسطون
على بناتكم ويستخدمونهن في بيوتهم ومخافرهم هؤلاء هم الناس الطيبون؟ هؤلاء الناس
الذين يجب ان نقدم لهم رقبة شاهين ودم شاهين لننجو . ها . قل؟
(في ذلك العصر الكئيب الرخو عصر الورثة والعبيد والفوضى
إن لم يحمكَ قويٌ فأنت احدى ثلاثة مقتولٌ, أو خارج هارب من القتل , أو حيوانُ موطوء )

– شاهين ألم تتعب؟
– ومن الذي لايتعب؟
– شاهين مت لترتاح
– من هذا البطل الذي يتقدم ضاحكاً نحو الموت؟
– شاهين إنك وحدك
– هذا زمان الموت الفردي.
– شاهين لست ثائراً؟
– ولكنهم ضربوني لأن القمح أمحن !
– شاهين ولدت قبل أوانك

ومن الملفت حوارٌ جرى بين شيخ جليل القدر اعتزل الناس
وسكن وحيداٌ قصده ابو علي شاهين
لكي يحتمي عنده ويرتاح ويسد رمق الجوع بكسرة من الخبز
واليكم جزء من الحوار
” وإذ قام الشيخ الوقور ليحضر طعاماً قال:كان ذلك
محزناً محزناً لنا جميعاً يا أبا علي
– ولكن كيف عرفتني ياعمي الشيخ ؟
– ابتسم الشيخ وهو يحمل طبق الطعام مقترباً منه الخائف
التائه لايخفي نفسه
– ولكن الريف مليء بالفرارية!
– قال الشيخ ببعض الأسى: في الريف من جبل الشعرة حتى
تخوم البحر لم يبق رجل معه بندقية ومن بقى معه بارودة صيد حفر لها في أعماق التراب
وغيبها سلموا اسلحتهم حتى الخناجر والسكاكين صودرت من البيوت
بالنسبة لهم الحرب انتهت عندما بدأت أنت الحرب … لقد
قتلوك يابني ….

زر الذهاب إلى الأعلى