نسف “نورد ستريم-2” ووضع إسفين بين ألمانيا وروسيا .. الحرب العالمية الثالثة

الدكتور نواف ابراهيم

الوضع حالياً في دونباس يحتدم وبشكل خطير على خلفية إصرار الغرب والولايات المتحدة جر روسيا إلى المواجهة مع اوكرانيا لتكون المرتكز لما يريدون التضييق على روسيا فيه

تغيير العالم بيد العدوين اللدودين

الحقيقة المشكلة ليست أوكرانيا فحسب ولكن الولايات المتحدة تستخدم أوكرانيا كذريعة فقط لمنع روسيا من التوصل إتفاقات يشرعها لها القانون الدولي حول الكثير من الملفات السياسية والجيوسياسية والإقتصادية في محيطها الجيوسياسي بالتحديد

ومنع إقتراب أي قوات غريبة وأولها ما يسمى بحلف الناتو الذي باتت قواته في مناطق ودول شرق أوروبا والبلطيق على أبواب موسكو تقريبا وأكيد السيطرة على مسارات وخطوط نقل الطاقة البرية والبحرية والطرق التجارية

وهنا المقصود أيضا الصيني بمشرعه “طريق واحد حزام واحد” أو مايعرف بطريق الحرير والعد لاينتهي إذا الولايات المتحدة الأمريكية تريد إحداث شرخ عالمي بين جميع القوى المتحالفة ضد هيمنتها

وبين روسيا وحلفاء واشنطن سواء في أوروبا أو منطقة الشرق الأوسط حد السواء، وتفجير خط نقل الغاز دروجبا في منطقة الدونباس “دونيتسك” دليل واضح على ذلك لأنها تسعى بشتى الوسائل لمنع الغاز الروسي عن أوروبا

ولهذا حاولت شد قطر إليها لتحويل نتاجها من الغاز إلى أوروبا بدل الصين وغيرها ، وأيضا خط الغاز العربي ليس بريئاً بنية واشنطن، والعد والشرح يطول

لذا القضية ليست خلاف روسي أوكرانيا أكثر من ماهي شماعة لتحميل روسيا كل هذه المصائب بحجة الحرب مع أوكرانيا التي يبدو أن الولايات المتحدة للأسف نجحت إلى مايقارب عقد في تحقيق الديمقراطية والسيادة والإستقلال لها كما حقتتها لافغانستان والعراق وليبيا وكوريا الشمالية وفلسطين وسوريا واليمن وفيتنام وفنزويلا وكوبا وقبلها يوغسلافيا والعد يطول ، هذه هي الديمقراطية الأمريكية والغربية .

وأظن التحركات التركية الإسرائيلة وماقد يرافقها من تشابكات يبدو أن الأمريكييدعم بها لصالح خططه هي ليست في صالح روسيا سواء كانت بعض الدول تعي ذلك أم لا أما التركي والأسرائيلي فحكما في الطبخة هم من المشاركين

وزيارة وزير الدفاع الروسي شويغو في توقيت كان من المفترض أن تندلع فيه الحرب وتعتدي روسيا على أوكرانيا حسب إعلام الغرب كان يشرح للرئيس الأسد مستجدات الأوضاع على الجبهة الأوكرانية وأشرف بنفسه على مناورات بحرية ضخمة جدا في سوريا على مرأ السفن والبوارج الغربية المنتشرة بالقرب من المياه الإقليمية السورية

وهنا يمكن أن نفهم بأن الرد قد يكون من سوريا وهنا واضح الأمر لا يستدعي التفصيل ويبدأ من إدلب حكما وينتشر داخل وخارج الأراضي السورية لينال كل من يدق الأسافين في هذه الاتجاهات نصيبه من الرد

ولا أظن في حال تطورت الأمور أنها ستقف عند سوريا بل تتطور إلى العراق مرورا بإيران وصولاً إلى أسيا الوسطى ودول البلطيق وشرق أوروبا وهذا للأسف ماتريد إشعاله واشنطن تريد حريق عالمي لا ينطفىء إلا عندما تحصل على مرادها حسب ما تعتقد لكن هيهات وكما دمرت روسيا عبر التاريخ كل الإمبراطوريات المارقة من العثمانجية النابليونية والهتلرية ستدمر الإمبراطوية الأمريكية الإرهابية القشقجية وكل المارقات التي تطلق على نفسها الدول الحضارية والذكية وعليها مرتيكة.

الغريب العجيب الاسلوب الذي يتعامل به الرئيس بايدن والذي نصب نفسه متحدثاً إعلاميا موثوقا عن الحرب وعن قيام روسيا بالهجوم علماً أن روسيا تحملت كل أنواع الضغوط والإستفزازات ولم تعطهم الفرصة لذل فقرروا هم بيد أوكرانيا أن يبدأوا القصف على إقليم الدونباس ليعلن أن الوضع يحتدم وأن روسيا مازالت مصرة على غزو أوكرانيا كم هو كم الحماقة أمام الرأي العام العالمي هذا الكذب والدجل وإلى أين تسوق الولايات المتحدة بهذا الكذب والنفاق المفضوح العالم …روسيا مازالت تتعامل بحكمة وبتعقل وأعتقد الحكمة والعقل ولو حتى نشبت حرب ستنتصر على التهور والجنون الأمريكي الذي يقود العالم إلى المجهول وهذا ما باتت تفهمه معظم دول العالم وشعوبها ويرفضونه قطعا.

ولعلنا بعد هذه المعمعة سنشهد تغيراً كبيراً في العالم لعله يجنح نحو السلم بدل من الدمار .