Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار العالم

آفاق ما بعد العولمة

عقد المنتدى التاسع لقراءات “بريماكوف”, الذي تناول موضوع “آفاق العولمة”, في مركز التجارة العالمي في موسكو, هذا المنتدى الذي أصبح بجهود معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية, أحد أهم وأكبر المنصات التي تناقش مشاكل العلاقات الدولية.

بمشاركة خبراء روس معروفين, وعلماء دوليين, وممثلي السلك الدبلوماسي, حيث شارك في المنتدى 58 مشاركا أجنبيا من 26 دولة, رغم الوضع الجيوسياسي الصعب .

حيث تطرق المساعد الرئاسي الروسي “يوري أوشاكوف” في خطابه إلى موضوع تشكيل نظام العلاقات العالمي الجديد, ليحل محل العولمة الأمريكية.

ووفقا “لأوشاكوف” تلعب الدول التي تشكل الأغلبية العالمية دورا مهما, لأنها تمثل الأغلبية العظمى بالتعداد السكاني, وفي الاقتصاد العالمي.

وأشار إلى عدم تخطيط دول “الأغلبية العالمية” لإنشاء أي كتلة لمعارضة الغرب.

على العكس من ذلك, يحافظ الكثير منهم على العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا, وكذلك مع روسيا والصين, دون التضحية بسيادتهم.

ولم تمنع المنافسة الجيوسياسية لبعضهم البعض, من التعاون في عدد من القضايا المهمة بشكل أساسي.

وأشار المساعد الرئاسي الروسي إلى أنه يمكن القول إن عصر هيمنة الغرب أصبح شيئا من الماضي .

 

وأضاف :”أصبحت رابطة “بريكس” أهم أداة للحكم العالمي لطليعة الأغلبية العالمية.

وفي العام المقبل 2024 , ستنتقل رئاسة هذه الجمعية الموسعة حديثا إلى روسيا.

 

من جانبه, أكد رئيس نادي بريماكوف إيميمو في أكاديمية العلوم الروسية “ألكسندر دينكين”, أن الأغلبية العالمية لا يمكنها الانتظار حتى يدرك العالم الغربي عدم جدوى التصعيد فحسب, بل أيضا استمرار الصراع الأوكراني.

وتابع أنه في أيلول 2023, في قمة مجموعة الـ 20 في نيودلهي, تم اتخاذ خطوة نحو عالم ما بعد العالمية.

فالحكم العالمي القائم على القواعد الغربية هو شيء من الماضي.

لم تسمح سلطة الهند ورئيس وزرائها ناريندرا مودي للدول الغربية بالمضي قدما في حل المواجهة في هذه القمة.

وأشار “دينكين” إلى أن موقف المشاركين لم يتأثر فقط بالانخفاض النسبي لاقتصاد الولايات المتحدة, بل بالعواقب طويلة المدى للصراعات في العراق وأفغانستان بعد تدخل واشنطن المباشر فيها .

بالإضافة إلى ذلك, فإن حرب العقوبات ضد روسيا والصين والأزمة الأوكرانية والوباء, وجهت ضربات للعولمة كما عرفناها منذ 30 عاما.

حيث فقدت أسسها الأساسية مثل الأموال الرخيصة والعمالة الرخيصة والطاقة الرخيصة والخدمات اللوجستية الرخيصة.ك

ما فشلت العولمة في مواجهة التحديات الأمنية غير العسكرية, كعدم المساواة, وأزمة الهجرة, وجائحة كوفيد-19. مما أتاح طرح قضايا الساعة المتعلقة بتشكيل نظام عالمي بديل, أكثر اتزانا في النقاش الدولي .

وفقا ل”دينكين”, :”تواجه روسيا تحديات خطيرة على مدى 300 عام, فبدءا من بطرس الأكبر, كانت أوروبا إذا صح التعبير, نموذجا يحتذى به لمجتمعنا.

واليوم تنتهي هذه الفترة. نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في أنفسنا كشمال متطور يتمتع بالاكتفاء الذاتي, وشريك في” آسيا الكبرى “و” الجنوب العالمي”, ومشارك نشط في النظام العالمي متعدد المراكز في المستقبل, الذي يتم تشكيله اليوم ليس في أوروبا بل في الفضاء الأوراسي, صرح العالم .

 

ركز نائب رئيس مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية لروسيا “قسطنطين كوساتشيف” على مشكلة تطوير الآليات القانونية للتعددية المركزية.

قائلا :”يجب تطبيق موضوع النقاشات بين الأغلبية العالمية حول الآليات المستقبلية للتنظيم المالي والتسويات المتبادلة, المحمية من تعسف الدول الكتلية, ومكافحة الفقر والأوبئة.

بحماية مصالح الدول الأكثر ضعفا, وليس الأقوى. مع التأكيد على مكانة الجمعيات العالمية بين الدول, الخالية من إملاءات الأقليات العدوانية, ومنظمة تنظيما جيدا ومعبأة .

وأشار “كوساتشيف” إلى أن النظام العالمي الليبرالي الحقيقي يختلف تماما عن نموذج العلاقات الدولية الذي تسعى الدول الغربية إلى “بيعه” لروسيا.

وما تمثله الولايات المتحدة وحلفائها, لا علاقة له بالديمقراطية أو الليبرالية.

إذا تم تنفيذ القمع الاقتصادي, المسمى “عقوبات”, والعدوان “الإنساني” ضد الدول ذات السيادة دون معاقبة الحالات العالمية, وتجاوز الحدود الإقليمية في تطبيق القانون, ومعاقبة الدول الثالثة لعصيان القواعد المنصوص عليها في التحالفات الأخرى, في دولة مستقلة غير نووية, لكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات عليها منذ فترة طويلة، أو حتى قصفتها, لأنها عدوة الديمقراطية .

 

نوه رئيس مجلس الإدارة, رئيس غرفة التجارة والصناعة في روسيا “سيرغي كاتيرين” في خطابه إلى الوضع الحالي للعلاقات الاقتصادية الدولية لروسيا.

وأشار إلى أن تفاقم العلاقات الجيوسياسية مع الدول الغربية ، ومحاولات عزل موسكو اقتصاديا لم تؤثر فقط على المبادرين بالعقوبات ، بل أثرت أيضا على اقتصادات الدول التي لا علاقة لها بهذه المواجهة.

وأشار الخبير إلى أن هذه الحقيقة تثبت مرة أخرى أن العالم أصبح مترابطا لفترة طويلة, ولا مفر من هذا الواقع, ومن الواضح أن محاولات استبعاد روسيا الاتحادية من العلاقات الاقتصادية العالمية لم تنجح .

كما تطرق إلى الأحداث التي تنبأ بها باحثون جادون في أوائل عام 2000. على وجه الخصوص . اقترح يفغيني بريماكوف خيارين لتطوير نظام العلاقات الدولية.

وفقا لأولها، تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن المشاركة النشطة في العلاقات الدولية, مع التركيز على إعادة التسلح التكنولوجي, والتكيف تدريجيا مع النظام العالمي السائر نحو التعددية القطبية.

بمراهنة الولايات المتحدة وحلفائها على “مركزية الأمة” في أوروبا, متجاهلين مصالح مراكز القوة البديلة الأخرى.

لسوء الحظ, تم تنفيذ السيناريو الثاني. وقد أدى ذلك إلى تقليص الأمم المتحدة إلى مستوى إحدى المنظمات الدولية العديدة التي تأثرت مباشرة بواشنطن.

ساهم هذا حتما في جذب الدول الثلاث-روسيا والصين والهند- لتنسيق الإجراءات لحماية مصالحها. المشكلة هي أن التطرف في موقف واشنطن وبروكسل يمكن أن يؤدي بالفعل إلى صدام عالمي.

فكان رد الفعل على مثل هذه السياسة هو توسيع جمعيات مثل بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون, وظهور وتطور الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

وقال “كاتيرين” إن نشاط مثل هذه الهياكل لا يقوم على التدمير،, بل على التعاون والفائدة .

يتضح التحول الحالي لروسيا إلى الشرق بوضوح من خلال مؤشرات التجارة الخارجية الروسية. “وفقا لدائرة الجمارك الفيدرالية, حيث تمثل التجارة مع آسيا اليوم حوالي 70 % من إجمالي حجم التجارة في روسيا.

وانخفضت الصادرات إلى أوروبا لمدة 9 أشهر من عام 2023 بنسبة 70 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، بينما انخفضت الواردات من أوروبا بنسبة 10%.

وزادت الصادرات إلى آسيا بنسبة 10 %، والواردات من آسيا – بنسبة 40%. تكوين جديد للأسواق، جغرافيته الجديدة آخذة في الظهور.

لذلك, من بين أهم المهام التي نواجهها كنظام لغرف التجارة والصناعة, فإن الأكثر إلحاحا هو اتساع التعاون مع مجتمعات الأعمال في بلدان رابطة الدول المستقلة، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي, ومنظمة شنغهاي للتعاون, وبريكس, ودول منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .
على هامش قراءات بريماكوف, عقدت جلسة خاصة بمشاركة أليكسي ليخاتشيف, المدير العام لمؤسسة الطاقة الذرية الحكومية روساتوم.

تطرق في خطابه إلى تاريخ الشركة الحكومية, وتحدث أيضا عن إنجازاتها وآفاقها, ووفقا له, حتى الآن توظف الشركة 354 ألف موظف, تشمل 400 شركة, ولديها أكثر من 100 من خطوط الأعمال.

هناك 37 وحدة طاقة تعمل, ومحطة طاقة عائمة واحدة. وشدد على أن روسيا الآن من أوائل الدول الخمس من حيث عدد وحدات الطاقة والقدرة المركبة .

” روساتوم” لا تقوم بتطوير الطاقة النووية الروسية فحسب, بل تقود العالم أيضا – فهي تمتلك 88 % من سوق التصدير العالمي لمحطات الطاقة النووية.

من بين 25 مشروعا للتصدير النووي قيد التنفيذ حاليا, تجري روساتوم 22 مشروعا.

على الرغم من حقيقة أنه في عام 2023 تم فرض عقوبات على هياكل الشركة الحكومية العاملة في بناء محطات الطاقة النووية في الخارج, واحتفظت بجميع مشاريعها تقريبا.

كان الاستثناء هو مشروع محطة الطاقة النووية هانهيكيفي -1 في فنلندا:” تم إنهاء العقد المقابل بمبادرة من هلسنكي في ايار مايو 2022.

“نحن نفهم أن العقوبات هي عنصر آخر من عناصر المنافسة غير العادلة, والتي عارضتها روسيا دائما. ومع ذلك, فإننا نتطور باستمرار، ونحن مستعدون للتعاون مع جميع الدول المهتمة “.

وفقا للرئيس التنفيذي لشركة روساتوم، من خلال بناء محطات الطاقة النووية في الخارج، تحافظ روسيا على وجودها وتزيده في سوق الطاقة النووية العالمية، وتحافظ على المؤهلات اللازمة وتطور تقنياتها في هذا المجال، وكذلك تنفذ مبادئ “القوة الناعمة”. و تابع قائلا :”الآلاف من المتخصصين الذين تم تدريبهم من قبلنا في الجامعات الروسية هم داعم هام، يسمح لبلدنا بالمضي قدما. نحن نصدر السيادة التكنولوجية, التي يتزايد الطلب عليها كل عام” .

اندريه تورين
محرر في مجلة الحياة الدولية
* 23 30.11.2023 *

زر الذهاب إلى الأعلى