شتي يا بيروت ابداع جديد ونوعي في عالم الدراما

انطلق عرض مسلسل شتي يابيروت ووصلت عدد حلقاته حتى الان خمسة عشر حلقة ابدع فيه الفنان السوري عابد فهد في دوره بشخصية عبد الله كما تميز رامز الاسود بشخصية الشرير مناع

شتي يابيروت عمل درامي مختلف

يقدم مسلسل شتّي يا بيروت طرحاً مختلفاً للأعمال العربية المشتركة, بل قد يكون أفضل عمل تمت مشاهدته من هذه النوعية.

يبدأ المسلسل بحلقة انطلاقيّة Pilot صادمة للغاية, فيدخل مباشرة لموضوعه وقصتـ.ـه بأحداث كثيفة متسارعة تحبس أنفاس المشاهد منذ اللحظة الأولة وحتى نهاية الحلقة

بل إن هذا النوع من الحلقات الانطلاقيّة يكاد يكون معدومـ.ـاً في الدراما العربيّة, وتستحق الحلقة الأولى من مسلسل شتّي يا بيروت أن تُصنّف كواحدة من أفضل الانطلاقات التي شهدتهـ.ـا المسلسلات العربيّة ( كتابةً وإخراجاً وتمثيلاً ) , إن لم تكن أفضلها على الإطلاق.

كما يتميّز هذا المسلسل بمناقشته لقضايا متعلّقة بالطبقات الفقيرة في المجتمع السوري واللبنـ.ـاني, فابتعد العمل عن الكليشيهات السهلة المتّبعة عادةً في هذا النوع من المسلسلات

وهي غالبا ما تكون قصصاً مملّة لأناس لا يعيشون مشاكل حقيقيّة, بل نرى نقاشاً سطحيّاً لمجتمعـ.ـات مثاليّة لا تعاني إلّا من بعض الترّهات الرومانسيّة التي لا تخلو من الخيانة والعلاقات المرضيّة.

ويختلف هذا المسلسل في اختياره للبيئة التي تدور فيها أحداث القصة, وهي بيئة القاع .. منتهى المعاناة والحرمان والظروف الصعبة التي تضع الإنسان في مفترقات لا يُحسد عليها.

لكل شخصيّة في المسلسل مساحتها الواسعة التي تتّضح معها أبعادها الدراميّة وأهدافها ومبرّراتها, مع براعـ.ـة تمثيليّة استثنائيّة من جميع الممثّلين زادت من أثر العرض الدرامي.

كم تم اختيار الممثلين مثالي, وذلك ينطبق على الطاقم اللبناني والسوري على حد سواء, وقد مرّ زمن طويل منذ أن شهدنا طاقماً تمثيليّاً متفاهما ومنسجماً إلى هذه الدرجة.

العمل إلى الآن يقدّم نفسه كعمل من العيار الثقيل, فهو وجبة دسمة تحتوي على أحداث كثيفة/حقيقية/مؤثّرة , إضافةً لشخصيّات مكتوبة بحرفية وإتقان شديدين, وتكاملت عناصره الفنيّة لتقدّم عملاً واعداً للغاية.

وهو أفضل عمل قدّمه كل من الكاتب بلال شحادات والمخرج إيلي سمعان في مسيرتهما حتى اللحظة.